قالت صحيفة "أفريكا نيوز" إن الملك محمدا السادس، منذ اعتلائه العرش عام 1999، قاد المغرب نحو تحول اقتصادي واجتماعي طموح، وذلك في مقالة بمناسبة مرور 25 عاما من الحكم.
وأبرزت الصحيفة أن الملك، في البداية، أعطى الأولوية للتنمية الاقتصادية، وحفز الإصلاحات الكبرى لمكافحة الفقر وتحسين الظروف المعيشية.
وأضافت أنه، في عهد الملك محمد السادس، نجحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية INDH، التي تم إطلاقها في عام 2005، في تعبئة استثمارات كبيرة في البنية التحتية القروية، والتعليم، والرعاية الصحية، ولا سيما تعزيز مؤشر التنمية البشرية في البلاد HDI.
ونقلت الصحيفة عن هشام لحميسي، المحلل الجيوسياسي وأمين المعهد الدولي لأبحاث السلام في جنيف، تعليقه على التنمية الاقتصادية الملحوظة في المغرب، حيث قال "بمقارنة عناصر الناتج المحلي الإجمالي للمغرب منذ عام 1999 إلى اليوم، نرى أنه قد تضاعف تقريبا خلال جيل واحد".
ويعكس هذا النمو، وفق الصحيفة دائما، الإصلاحات الهيكلية الناجحة وتحسين مناخ الأعمال، مع التنويع الصناعي الكبير "الذي يجعل المغرب المصدر الأفريقي الرائد للسيارات، ومندمجا في سلاسل القيمة العالمية لصناعة الطيران".
وتابعت الصحيفة أنه، في الوقت نفسه، بدأ الملك إصلاحات تعليمية في عام 1999، مما أدى إلى زيادة الاستثمارات وتحسين الالتحاق بالمدارس، "كما شهد قطاع الرعاية الصحية أيضًا تحسينات، مع توسيع مرافق الرعاية الصحية وتحسين إمكانية حصول السكان على الخدمات الطبية".
ويشير المحلل لحميسي إلى أن "الملك محمد السادس سعى إلى إقامة شراكات استراتيجية جديدة مع الصين وروسيا وإقامة علاقات طويلة الأمد مع دول الخليج، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تنويع تحالفات المغرب بما يتجاوز العلاقات الغربية التقليدية، مما يمثل تحولا في السياسة الخارجية نحو نهج أكثر تعددية وإقليمية".
وعلى الرغم من هذه الإنجازات، تواصلت التحديات، بما في ذلك استمرار عدم المساواة والبطالة بين الشباب، "واستجابة لذلك أطلق محمد السادس إصلاحات اجتماعية طموحة لتوسيع الحماية الاجتماعية وتعزيز الاندماج الاقتصادي" تضيف الوسيلة الإعلامية ذاتها.
وختمت الصحيفة مقالتها بأن عهد الملك محمد السادس "كان بمثابة فترة تحول كبيرة بالنسبة للمغرب، حيث شهد تطورات ملحوظة إلى جانب التحديات المستمرة التي تتطلب الاهتمام لتعزيز مكاسب البلاد".